فالعمد: »أو سبق الإصرار والترصد« أو القصد المبيّت فهو القصد الذي يتكون في حالة تفكير هادئ. أو هو النية الجرمية التي تتكون في حالة استقرار النفس وهدوء البال وبعد الانفعال وثورة العواطف. ومن الطبيعي أن
تتطلب هذه الحالة مدة زمنية كافية قد تطول وقد تقصر. تبعاً لشخصية الجاني وظروفه.
¯ بعض الفقهاء ذهب إلى اشتراط مرور أربع وعشرين ساعة بين نشوء فكرة الجريمة لدى فاعلها وبين تنفيذها ليتكون العمد.
لكن تحديد المدة بساعات معينة لا محل له في التفريق بين جرائم القتل القصد وجرائم العمد. لأن المهم هو إقدام الجاني على فعله بعد تفكير وتدبير بعيدين عن الإنفعال والهيجان. وهذه مسألة موضوعية يجب تركها لقاضي الموضوع.
ويمكن الكشف عن حالة الفاعل النفسية من وقائع مادية عديدة. كترصده المجني عليه. ومراقبته له. والتخطيط للجريمة. والتحضير لها.
- ما هي الأدلة على العمد؟؟
===========
- العمد من الأمور المعنوية أو الباطنية التي تقع تحت الحواس ولا تدرك إلا بمظاهرها الخارجية.
- فقد يستنتج تصميم الفاعل على القتل من ظروف القضية مثلاً »كإفصاحه عن قصده قبل التنفيذ أو شرائه سلاحاً تهيئة لجريمته أو التربص بضحيته« وقانون العقوبات أكد على أن للعمد عنصر خاص يجب إثباته بصورة مستقلة والتحدث عنه بشكل واضح. جاء ذلك في العديد من الاجتهادات القضائىة منها على سبيل المثال »يتعين للحكم بالمادة على ما ادكر رقم المادة 369 عقوبات توافر عنصر العمد وسبق الإصرار« .
فمرتكب جريمة القتل العمد يريد الفعل والنتيجة ولكن بعد أن خطط وصمم وفكر فيما عزم عليه وتدبر عواقبه وهو هادئ النفس مطمئن البال بعيد عن حالة التوتر والانفعال الذي قام بتهيئة أسباب الجريمة ثم راقب المجني عليه واختار الوقت الملائم واستقر على ما نوى عليه ثم نفذ جريمته.